وأما ما أثاره في هذه الأيام أحد إخواننا الدعاة من التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية فهو رأي له لا أراه بعيدا عن الصواب، فقد تقدم هناك النقل عن أئمة الحديث في تفسير الطائفة المنصورة أنهم أهل العلم بالحديث وأصحاب الآثار، وبالضرورة تعلم أنه ليس كل من كان من الفرقة الناجية هو من أهل العلم بعامة، بله من أهل العلم بخاصة، ألا ترى أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هم الذين يمثلون الفرقة الناجية ولذلك أمرنا أن نتمسك بما كانوا عليه، ومع ذلك فلم يكونوا جميعا علماء، بل كان جمهورهم تابعا لعلمائهم، فبين الطائفة والفرقة عموم وخصوص ظاهران، ولكني مع ذلك لا أرى كبير فائدة من الأخذ والرد في هذه القضية حرصًا على الدعوة ووحدة الكلمة.