مداخلة: متى يكون المسلم متبعًا ومتى يكون مقلدًا، ما الفرق بين الاتباع والتقليد؟
الشيخ: الفرق بين الاتباع والتقليد هو أن الأصل في كل مسلم أن يكون كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: ١٠٨] ولا شك ولا ريب عند جميع العلماء بل ومن دونهم أن التقليد ليس علمًا أولًا، ثم أن المقلد لا يكون على بصيرة من دينه ثانيًا، لهذا يجب أن نعلم أن فرقًا كبيرًا بين هذا التقليد وبين الاتباع الذي هو الاتباع بمقتضى الدليل، فالذي يجعل ديدنه دائمًا وأبدًا أن يقلد ويمشي على غير بصيرة، أي: يمشي على عمى، فهذا ليس من الإسلام في شيء؛ ولذلك نحن نقول: لا يجوز للمسلم، ولا أعني هنا العلماء ولا طلاب العلم، أعني عامة المسلمين حتى ... منهم، لا يجوز للمسلم مطلقًا أن يتدين بالتقليد .. أن يجعل التقليد دينًا يتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، كما قال بعض المؤلفين من الخلف مع الأسف الشديد، قال:
وواجب تقليد حبر منهم.
واجب! أي: جعل التقليد لإمام من أئمة المسلمين أمرًا واجبًا، أي: جعله