مداخلة: ما رأي فضيلتكم في ... الدعوة السلفية عمومًا، وفي الكويت ومصر والسعودية خصوصًا؟
الشيخ: أنا أقول أن الدعوة السلفية الآن مع الأسف في اضطراب، وأعزو السبب إلى ذلك: هو إلى تسرع كثير من الشباب المسلم إلى ادَّعاء العلم، فهو يتجرأ على الإفتاء، وعلى التحريم والتحليل قبل أن يعرف بعضهم كما سمعنا كثيرًا، لا يحسن أن يقرأ آيةً من القرآن، ولو أن أمامه المصحف الكريم، فضلًا عن أنه كثيرًا ما يلحن في قراءة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، فيصدق فيه المثل المعروف في بعض البلاد: إنه تزبب قبل أن يتحصرم، الحصرم تعرفونه، مستعمل هذه الكلمة عندكم؟ والعنب حينما يبدأ يصير حب أخضر وهذا حصرم، والحصرم يكون حامض جدًا، فهو قبل أن يتحصرم جعل نفسه كالزبيب، يعني: كالعنب الذي نضج وصير زبيبًا.
ولذلك فركوب كثير من هؤلاء الناس رؤوسهم وتسرعهم في ادعاء العلم والكتابة، وهم بعد ما مشوا إلى منتصف طريق العلم، هو الذي جعل الآن الذين ينتمون للدعوة السلفية، مع الأسف شيعًا وأحزابا.
ولذلك فالعلاج أيضًا ليس له علاج إلا بأن يتقي هؤلاء المسلمون ربهم عز وجل، وأن يعرفوا أنه ليس لكل من بدأ في طلب العلم أن يتصدر في الإفتاء في التحريم والتحليل، وفي تصحيح الحديث وتضعيفه، إلا بعد عمرٍ طويل يتمرس