في هذا العمر على معرفة كيف يكون الإفتاء وكيف يكون الاستنباط من الكتاب ومن السنة.
وفي هذا الصدد لا بد من أن يتقيد هؤلاء الدعاة أوالسلفيون بالقيد الثالث الذي سبق أن ذكرته في أثناء الكلام عن العلم النافع والعمل الصالح، وقد قلنا بأن العلم النافع يجب أن يكون على منهج السلف الصالح.
فحينما يحيد كثيرٌ من الدعاة الإسلاميين اليوم عن التقيُّد بهذا القيد الثالث الذي أشار إليه الإمام ابن القيم رحمه الله في شعره السابق، حين قال:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
عدم الالتفات إلى ما كان عليه سلفنا الصالح يعود بالناس بعد أن اتفقوا إلى الفرقة التي تباعد بينهم كما باعدت من قبل بين كثيرٍ من المسلمين فجعلتهم شيعًا وأحزابا، كل حزبٍ بما لديهم فرحون، هذا رأيي في هذا الواقع.
فعليهم إذا كانوا مخلصين كما نرجو أن يتمسكوا بالمبادئ العلمية الصحيحة، وألا يتجرأ من لم يكن قد وصل إلى مرتبة العلم صحيحًا أن يتوارى عن ذلك وأن يكل العلم إلى عالمه.
في هذا الصدد بعض الروايات التي وردت في كتب الحديث، أنا أظن عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله من كبار علماء السلف الصالح، قال: لقد أدركت في هذا المسجد، ولعله يشير إلى مسجد المدينة، روى كذا عددًا من الصحابة، نسيت أنا العدد، فكان أحدهم إذا سئل.
مداخلة: سبعين.
الشيخ: وربما يكون كذلك، المهم لقد أدركت في هذا المسجد سبعين من