الملقي: يسأل سائل فيقول: نشاهد في هذه الأيام ولله الحمد نهضة علمية طيبة، وبخاصة بين الشباب المسلم الصاعد، وهذه النهضة تواجهها إشكالات عدة، من أهمها اختلاف أهل العلم في الفتيا مما يؤدي إلى تحير البعض واضطرابهم؛ فما هو موقف الشباب المسلم من ذلك؛ أفيدونا -بارك الله فيكم-؟
الشيخ: هذا السؤال بلا شك من وحي الساعة، وقد سمعناه في رحلتنا السابقة مراراً وتكراراً، والإشكال هذا في الواقع إنما يرد على الشباب الذين لم يتمكن فيهم المنهج العلمي الصحيح، أعني به ما جاء عن بعض السلف كابن عباس ومن تبعه من الأئمة كمجاهد ومالك وغيرهما: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر، وأشار إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، هذه حقيقة يجب أن يستحضرها شبابنا المسلم الطالب للعلم الصحيح، وليس هو إلا قال الله وقال رسول الله، وعلى ما أكدنا مراراً وتكراراً على منهج السلف الصالح، وينبغي عليه أن يستحضر حقيقة أخرى، حقيقة قرآنية، قال الله -تبارك وتعالى-: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}[هود: ١١٨ - ١١٩]، فالاختلاف لا منجاة منه ولا خلاص، هذه سنة الله -عز وجل- في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً لكن