مداخلة: ... عن كتاب الدارمي الرد على الجهمية، وفي المقدمة كلام عن الجهمية ... بين الجهمية ...
الشيخ:(هناك طوائف) في الحديث قطعاً تتبنى بعض أفكار الجهمية القديمة لكنها لا تنتمي إليها اسماً ولا مذهباً، وإنما تلتقي في بعض ما كانت الجهمية تذهب إليه فكراً وعقيدة، غلاة الجهمية الحقيقة يلتقون مع القائلين بوحدة الوجود؛ لأنهم لا يصفون الله عز وجل بالصفات التي جاء ذكرها في القرآن الكريم، ينفون عنه الصفات، وإذا نفوا عنه الصفات عطلوه، يعني حكموا عليه بعدم الوجود، كما يقول الدهريون تماماً، هؤلاء غلاة الجهمية.
دونهم طبقة من الجهمية ينكرون ما سبق ذكره آنفاً من أن الله عز وجل فوق مخلوقاته كلها، ويصرحون بما يصرح به عامة المسلمين من أنهم لا يقصدون ذلك المعنى الذي يقصده أولئك الجهمية، يصرحون بأن الله عز وجل في كل مكان، فكثير من الناس اليوم حتى الكتاب ونحو ذلك ممن لم يدرسوا العقيدة الإسلامية الصحيحة، يقولون بهذه الكلمة، وينفون أيضاً عن الله عز وجل صفات أخرى كثيرة، منها مثلاً يقولون على الرغم من تصريح القرآن بقوله عز