مداخلة: شيخنا هنا بعض الشباب في فترة من الفترات وربما تكرر في بعض البلدان إذا رأوا الرجل يشرب الخمر في الشارع يضربونه ويأخذونه ويقيمون عليه الحد هم أنفسهم، فإذا رأوا رجلاً يفعل شيء يقول إقامة الحدود وهذا أمر لا ارتباط له بأمير، حتى لو سلمنا بأنه يرتبط بأمير الأمير نفسه معطل لهذه الحدود فنحن نقيم أمر الله:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦]، ما هي نصيحتكم للشباب في هذا الباب؟
الشيخ: أنا لا أدري ما سبق أن تكلمنا في مثل هذه القضية وذكرنا ابن تيمية وأنه كان يقيم هذه الحدود، أظن أنه في بعض المجالس جاءت هذه المناسبة، وخلاصة الكلام الذي اذكره: أنه يختلف الأمر بين عصر وعصر.
مداخلة: نعم قد ذكرتموه من قبل.
الشيخ: طيب! يختلف الأمر بين عصر وعصر، وبين حاكم وآخر .. بين أن يكون الحاكم يَسُرُّه أو على الأقل يسمح لبعض أهل العلم بأن يتولى إقامة الحدود، وقلنا يومئذٍ فيما أظن: من أجل ذلك كانت القضاة وكان المفتون؛ لأن الحاكم الواحد الراعي الأول لا يمكنه أن يقيم هذه الحدود فهو ينيب منابه القضاة أو المفتين أو ما شابه ذلك، فإذا وجد هناك مثل شيخ الإسلام ابن تيمية ينفذ الحدود والحاكم لا يقف حجر عثرة في طريقه بل قد يدعمه ويؤيده ويبارك