مداخلة: كثير من الشباب تجد عنده طاقات يريد الدعوة للإسلام وحب العمل للإسلام لكن بسبب البيئة ما يجد هذا سبيلاً شرعياً صحيحاً لتفريغ هذه الطاقة فتراه يلجأ إلى بعض مثلاً كما أشار أخونا جزاه الله خير إلى بعض التنظيمات والأحزاب ليفرغ هذه الطاقات، يقول لك أنا لا أريد أن أبقى جالس أريد أن أشتغل، أريد أن أتحرك .. أو كذا، حتى أحياناً يذهب إلى بعض من يعرف أنه غير أهل لأن يعطيه نفسه ثقة وطاعة أو شيء من هذا كله، فما أدري، هل حب العمل هذا يجيز له أن يخالف الشرع أو أن يفعل شيئاً هو نفسه في قرارة ذاته لا يرضاه بزعم أنه يريد العمل للإسلام والدعوة للإسلام؟
الشيخ: طبعاً الجواب لا، لا يجوز له ما دام مقتنع أنه لا يعطيه ما ينشده، لكن أنا في نفسي هناك انحراف الآن في الشباب انحراف جذري يعني يقول أنا أريد أن أعمل للإسلام فيتوهم أن العمل للإسلام لا يكون إلا على هذا النمط، بينما لو تفرغ لعبادة الله أن يكون حمامة المسجد هذه لله عز وجل، هذا الاتجاه للتفرغ لعبادة الله اليوم كلام لا يُذكر ليس عملاً، فتجد الشباب الكل هاجم على ماذا؟ على عمل جماعي اجتماعي، أما أن واحد ينطوي على نفسه لعبادة ربه ويعتزل الفتن وهذه المشاكل كلها، هذه لا تخطر على بال أحد الشباب، ولو فتح هذا المجال لملؤوا ذلك الفراغ إذا لم يجدوا ما يشغلهم على ما أشرت إليه مما يوافق الشرع، هم ضيقوا دائرة العمل للإسلام فضاقت عليهم السبل ويقول لك نحن مضطرين أن نعمل ولو ما عالم نراه قد انحرف ولو بعض انحراف، هذا هو سراب.