الشيخ: أما التعليق على دعوة الحق التي جاءت في كلام الأخ: أبو أنس من دعوة الأحزاب أو الجماعات الإسلامية إلى الاجتماع والتلاقي، فهذا كما يقال: أمر لا ينبغي أن يختلف فيه اثنان ولا أن ينتطح فيه عنزان أو كبشان، لكن الأمر المهم بهذه المناسبة أن تذكر الرابطة الجامعة التي يجب أن يخضع لها جميع الجماعات والأحزاب الإسلامية، وذلك الانقطاع لمثل قوله تبارك وتعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[النساء: ٥٩] فمن الواجب حينما ندعو إلى الاتحاد وإلى نبذ الافتراق والشقاق أن نقيد ذلك بأن نتلاقى جميعاً على منهج واحد لا اختلاف فيه ألا وهو كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين .. الكتاب والسنة ربط رسولنا صلوات الله وسلامه بهما سعادة الدنيا والآخرة، والاهتداء إلى ما في ذلك من الحياة للأمة الإسلامية في الحديث المعروف ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» هذا ما أردت أن أبينه بمناسبة الخطبة التي سمعتموها، ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بها جميعاً.