للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب منه]

الملقي: وهذا السؤال في حقيقته مهم ويعني كثر الكلام حوله في السنوات الأخيرة، حيث كثر الكلام بصورة أعم حول الدعوة ما يتعلق بها وما يتصل فيها وحولها إلى آخره، وهو مسألة: وسائل الدعوة، فأقوال الناس الآن في مسائل وسائل الدعوة وسائل الدعوة إلى الله، مختلفة تقريباً إلى ثلاثة أصول أو كلمات، الكلمة الأولى أن وسائل الدعوة توقيفية في أصلها وفرعها، الشيء الثاني أو القول الثاني: أن وسائل الدعوة اجتهادية الباب فيها مفتوح، والقول الثالث أن وسائل الدعوة توقيفية في أصلها، أما التطبيق عليها فيختلف باختلاف العصر ومتطلباته وما شابه ذلك، فيريد الأخ من فضيلتكم شيخنا الإجابة حول السؤال مع ذكر شيء من التفصيل فيما يتعلق حوله، وجزاكم الله خيراً.

الشيخ: والله الذي يبدو لي والله أعلم، أن المسألة لها علاقة وثيقة جداً بموضوع المصالح المرسلة التي نتكلم عنها في بعض المناسبات، ونبين الفرق بينها وبين ما يسمونه بالبدعة الحسنة، فنحن نقول بداهة وضرورة شرعية بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، فهذا من جانب تعميم إطلاق لفظة الضلالة على كل محدث في الدين، أما المصالح المرسلة فهي التي تتعلق بالوسائل المحدثة، ولعلك تذكر بأننا حينما نتكلم في موضوع المصالح المرسلة أننا لا نقول بعدم شرعيتها كما هو مذهب بعض المذاهب الإسلامية المتبعة، كما أننا لا نقول بالأخذ بها مطلقاً وإنما لا بد من القول فيها بالتفصيل، وهذا التفصيل مما استفدناه والحق يقال من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حينما تحدث حديثاً مفصلاً جداً حول هذه القاعدة الشرعية وهي: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، فأكد أنها عامة وأنه لا تخصيص

<<  <  ج: ص:  >  >>