قال أبوحامد الغزالي - رحمه الله: يمنع التشبه بأهل الفسق لأن من تشبه بقوم فهو منهم، وبهذه العلة نقول بترك السنة مهما صارت شعارا لأهل البدعة خوفًا من التشبه بهم.
[فقال الإمام معلقًا]:
ليس هذا من التشبه بهم في شئ، بل هو تشبه بمن سن السنة وهو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فإذا أخذ بها بعض الفساق، فليس ذلك بالذي يمنع من استمرار الحكم السابق، وهو التشبه به - صلى الله عليه وآله وسلم -، والتشبه الممنوع إنما هو التشبه بالفساق والكفار فيما هو من مميزاتهم، ألست ترى أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - لبس جبة رومية كما في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة، فإذا كان هذا ليس تشبها بالروم، فبالأولى ليس تشبهًا بالفساق إذا لبسوا ما لبس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهذا بيِّن لا يخفى إن شاء الله.