الملقي: ... أشرتم أن الذي نشأنا عليه أو اطلعنا عليه من كتب شيوخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى أنهم لا يُكَفِّرون من، ولا يسارعون إلا من أتى ببدعة ولو كانت مكفرة إلا بعد أن يبلغه العلم وتقام عليه الحجة، فهذه النقطة كثيراً ما تغيب يعني عن أذهان الإخوة، فيعتبر الواحد منهم أو يرى أنه إذا تكلم مع هذا المبتدع سواء كان إماماً أو غير ذلك، وبخاصة فهم يحاورون ويجادلون الأئمة في هذا الأمر حول هذه البدعة وبيان خطورتها ومخالفتها لدين الإسلام أصلاً وفرعاً، فترى المبتدع يجادل في هذا، في كثير من الأحيان لا يبالي بهذا الدليل وبهذه المناقشة، فيبقى على ما هو عليه من بدعة ضالة، فيرى الإخوة أنهم قد بَلَّغوه وأقاموا عليه الحجة؛ فهل يعتبر هذا النقاش أو الحوار أو الدليل أو النصح الذي قَدَّموه أنه كافٍ في إقامة الحجة عليه؟ فهذا الذي نريده.
الشيخ: هذا أيضاً ما أشرنا إليه في كلامنا السابق حينما قلنا: لا ينبغي التسرع في إصدار فتوى التكفير؛ لأننا نرى اليوم كثيراً من إخواننا الناشئين في الدعوة أنهم قد أصيبوا بشيء من الغرور، وشيء من دعوى المعرفة والعلم، فلذلك أنا لا أعتقد أن كل طالب علم، بل أعتقد أن كل عالم فضلاً عن طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على خصمه مهما كان هذا الخصم عريقاً في الضلال؛ لأن طالب