للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لا بدعة حسنة في الإسلام]

السؤال: بمناسبة ذكركم حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة» عندما ننكر على بعض الناس شيئاً من الأفعال المبتدعة كالذكر باسم الله المفرد الله الله، أو كالذكر بالجهر، أو كالخلوة والشيء التابع لهذا أن هذا بدعة يقولون: هذه سنة حسنة.

الحديث المذكور يجب أن نعرف سبب وروده، علماء التفسير يقولون كلمة جميلة جداً: معرفة أسباب النزول تساعد الباحث أو طالب العلم على فهم نصف معنى الآية، والنصف الثاني من اللغة العربية وأساليبها، أنا اقتبست من علماء التفسير قاعدة ربطتها بعلم الحديث الشريف، وهي: معرفة سبب ورود الحديث يساعد على فهم نصف معناه، ومعرفة النصف الثاني باللغة العربية وأساليبها.

إذاً: ينبغي أن نتساءل: هذا الحديث الصحيح: «من سن في الإسلام سنة حسنة ... » إلخ له سبب ورود؟ الجواب: نعم، وحينئذٍ إذا ربطنا سبب الورود بالحديث الذي قيل بمناسبته وجدت بوناً شاسعاً جداً بين فهم الحديث ذاك الفهم المنحرف وهو فهم الخلف، وبين المراد من الحديث إذا ما نظرنا إلى سبب ورود الحديث، جاء في صحيح مسلم كالآتي بسنده الصحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: كنا جلوساً عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تمعر وجهه، أي: تغيرت ملامح وجهه عليه السلام حزناً على فقرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>