للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مجتابي النمار) ما معناها؟ نريد نفسرها باللغة المعروفة اليوم، بطانية أو ... من النصف منزلينه على اكتافهم، هذا هو لباسهم، مش هيك جلابية قميص رداء جاكيت، لا، جماعة فقراء.

المهم فمظاهر الفقر المدقع ظاهر عليهم، لذلك قال جرير: فتمعر وجه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فوقف في الصحابة خطيباً، وقرأ آية في القرآن الكريم: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: ١٠]، ثم قال عليه السلام: تصدق رجل بديناره بدرهمه بصاع بره، بصاع شعيره، فقام رجل من أصحاب الرسول وانطلق إلى داره ليعود وهو حامل في طرف ثوبه ما تيسر له من طعام، يعني: قمح شعير تمر الذي هو من طعامه يومئذٍ ووضعه أمام الرسول عليه السلام، فلما رأى بقية الأصحاب ما فعل صاحبهم انطلق كل منهم ليعود أيضاً بما تيسر له من صدقة، قال جرير: فاجتمع أمام الرسول عليه الصلاة والسلام من الطعام والدراهم والدنانير كأمثال الجبال، يعني: أكوام، فتنور وجه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كأنه مذهبة، ما معنى مذهبة؟ أي: كالفضة المطلية بالذهب، تلألأ جمالاً ونوراً وفرحاً وسروراً، ثم قال عليه الصلاة والسلام: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من علم بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء.

الآن الذين يخالفون السلف في تفسيرهم لهذا الحديث بأن المقصود من سن في الإسلام سنة حسنة، أي: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، لأنهم يحتجون بهذا الحديث على تسويغ كل البدع على وجه الأرض بحجة أن هذه سنة حسنة، إذاً: معنى الحديث عندهم: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، نقول لهم الآن:

<<  <  ج: ص:  >  >>