اربطوا بين هذا المعنى وبين الحادثة، أين البدعة في الحادثة، لا يوجد والحمد لله في هذه الحادثة سوى السنة المعروفة في الكتاب والسنة، من قبل وإلى تلك اللحظة، من قبل جاءت آيات بفرضية الزكاة وبفرضية تطهير النفوس بالزكاة من قبل، وفي تلك اللحظة كما سمعتم خطب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فيهم قال:{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ ... }[المنافقون: ١٠] .. إلخ، فإذاً: ما فعله الرجل ليس بدعة في الإسلام، وإنما هو تنفيذ لنص القرآن، زد على ذلك أن الرسول حضهم على الصدقة، تصدق رجل بديناره بدرهمه بصاع بره بصاع شعيره (( ... انقطاع ... ))
ولا أتبرأ من نسبي، لأنه لا يجوز لمسلم أن يتبرأ من نسبه، يعني: أنا ألباني، يعني بعبارة أخرى: أعجمي يا أستاذ، فأنا لا أقول: أنا عربي، أنا ألباني أعجمي الأصل، تعلمت اللغة العربية بفضل الله ورحمته من كتاب الله وسنة نبيه، لكن أنا الأعجمي أستحي أن أقول بمناسبة مثل هذه الصدقة التي جرت فأطبق عليها أن أقول: من سن في الإسلام سنة حسنة يعني: من ابتدع في الإسلام بدعة، أعوذ بالله، ما الذي جاء بهذا الكلام، يعني: أنا لا أقول بمثل هذه المناسبة: هذه بدعة حسنة، من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة بارك الله فيكم ابتدعتم في الإسلام بدعة حسنة، كيف هذا يقال والرسول خطب فيهم بالقرآن، وخطب فيهم بالسنة، يحثهم على الصدقة، ما علاقة الصدقة هذه بما تزعمون أنها بدعة، لأن الرسول بهذه المناسبة قال: من سن في الإسلام سنة حسنة.
إذاً: ليس المقصود بمن سَنَّ أي من ابتدع، أبداً، وإنما المقصود معنى جميل جداً، وهو من فتح طريقاً إلى أمر مسنون مشروع كتلك الصدقة، واتبع هذه السنة الطيبة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، كذلك من أساء في الإسلام وابتدع بدعة لأول مرة واتبعه في هذه الضلالة أو في تلك المعصية من اتبعه