للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعليهم أوزار هؤلاء إلى يوم القيامة، لذلك جاء في صحيح البخاري أن ولد آدم القاتل لأخيه يحمل وزر كل القتلى الذين يقتلون ظلماً وبغياً إلى يوم القيامة، لأنه كان كما قال عليه السلام: أول من سن القتل، فهذا معناه.

وشيء آخر ولعله يكون أخيراً: قال عليه السلام: (من سن في الإسلام سنة حسنة ومن سن في الإسلام سنة سيئة، ما هو طريق معرفة السنة الحسنة ومعرفة السنة السيئة العقل أم الشرع؟ لا شك أنه الشرع، إذاً: نحن نقول: من سن في الإسلام سنة حسنة شهد الشرع بأنها حسنة وعمل بها فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة حكم الشرع بأنها سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، من مثلاً فتح خمارة في بلاد المسلمين وربما جعل هذه الخمارة تجاه بيت من بيوت الله في المسجد، هذا سن سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لكن من فتح مدرسة انظروا الآن، وهذا من انحرافات بعض الناس الذين يستدلون بهذا الحديث أنه يعني البدعة، من فتح مدرسة يتعلم فيها المسلمون علوم الشرع هذه ما تسمى بدعة، هذه تسمى سنة حسنة، لماذا؟ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أولاً حض على العلم، وحض على الاجتماع على العلم، وفتح باب الاجتماع في حدود ما كان متيسراً في ذلك الزمان، تارة في المسجد بالنسبة للرجال، وتارة في بعض البيوت بالنسبة للنساء كما جاء أن بعض النساء قالوا: قالت أنه يا رسول الله! ذهب الرجال بما عندك من العلم فاجعل لنا يوماً، فجعل لهم يوماً، لكن هذا اليوم ما كان فيه هناك دار متيسرة نسميها مدرسة نسميها دار القرآن، نسميها دار الفرقان ..

إلخ، ثم لم تكن الحاجة هناك تستعدي هذا التوسع الموجود بسبب اتساع رقعة العالم الإسلامي، فهذه ليست من البدعة في شيء، وإنما هي سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وهذا الحديث في الواقع له ذيول كثيرة وكبيرة جداً، لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>