السؤال: فضيلة الشيخ! قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. » الحديث، قال بعضهم: التغيير باليد لولي الأمر أو لمن له سلطة.
وقال آخر: والتغيير بالقول للعالم، والتغيير بالقلب لعامة الناس.
وقال آخر: بل كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث يشترك فيها الولي والعالم والعامة.
فما قول الشيخ في ذلك؟
الشيخ: لا شك أن القول الأول عاطل باطل، والقول الصحيح أن هذا الحديث يعم كل المسلمين لا فرق بين حاكم ومحكوم وبين عالم ومتعلم وجاهل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أولاً جاء بلفظ (من) وهي من صيغ الشمول.
«من رأى منكم» ومنكم أيضاً من صيغ الشمول، أي: أنتم معشر المسلمين.
ثم قسم هؤلاء المخاطبين بالخطاب العام الشامل لجميع المسلمين، فقسمهم إلى ثلاثة مراتب، من كان يستطيع إنكار المنكر بيده، فهذا هو الواجب، ولا فرق في ذلك بين حاكم ومحكوم، ومن كان لا يستطيع ينزل درجة، فينكر المنكر بلسانه، ومن كان لا يستطيع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
والحقيقة أن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يستغفلون الناس ويوهمونهم بأن هذا الحديث يخاطب ثلاث طبقات: الحكام والعلماء وعامة الناس.
وهم يعلمون يقيناً أن هناك أمور تقع في دار أحد الناس وهو ليس بالحاكم، ولا هو بالعالم، ويرى منكراً فيغيره بيده، وإن لم يستطع أن يغيره بيده فبلسانه، فما