الملقي: أقول يا شيخ: هناك داعية من الجزائر أَلَّف كتاباً يَدَّعي فيه بأن الاغتيالات من السنن المهجورة، ويحتج بقصة قتل كعب بن الأشرف، وقتل اليهودي الذي اطَّلع على عورة المرأة المسلمة؛ فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
الشيخ: لقد ذكرتني -بارك الله فيك- أنه جاء في افتتاحيتك لسؤالك الأول هذا اللفظ الذي استغربته استغربت صدوره منك، وإذا أنت تنقله عن غيرك، لكنك أوهمتني أنها من لفظك:«السنن المهجورة» ليت هذا المؤلف الذي أنت تشير إليه يعرف السنن المهجورة ويشاركنا في إحيائها حقاً، أما هذه التي زعم أنها سنة مهجورة وأنه ينبغي إحياؤها في زمننا هذا، فهذا مما نشكوا، أو من جملة ما نشكوا منه من الجهل بهدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، نحن نفهم الحادثة الأولى من القتل وهي صحيحة، ونشك في صحة الحادثة الأخرى، ولكن سواء صحت هذه أو لم تصح فالجواب عن الحادثة الأولى الصحيحة يشملها -أيضاً.
نحن نقول إن هذا القتل بتلك الطريقة التي قد يجوز لبعض الناس أن يسميها اغتيالاً لم يكن قبل كل شيء قد وقع والمسلمون ضعفاء وفي عهد الضعف والمشركون يعذبونهم ألوان العذاب، وإنما كان والدولة الإسلامية قد بدأت تقوم قائمتها في المدينة المنورة التي كان فيها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، هذا أولاً، وخلاصة ما أريد من ذلك أن أقول أن هذا كان في وقت القوة والوحدة وليس في وقت الضعف والتفرق.
ثانياً: لم يكن عملاً فردياً يندفع إليه صاحبه بعاطفة، ولو أنها عاطفة إسلامية،