مداخلة: النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى عن التشبه باليهود والنصارى.
الشيخ: نعم.
مداخلة: فما ضوابط هذا التشبه يعني: هل هو في جميع الأمور الدينية والدنيوية المميزة وغير المميزة؟
الشيخ: نعم، لا شك أن ما كان من الأمور الدينية عند المخالفين للإسلام فهي كلها مما ينهى المسلم أن يتشبه بهم فيها أما ما لم يكن من أمورهم الدينية وإنما هي من عاداتهم فهذه ينظر إليها بالتفصيل التالي:
إذا كانت عادة من تلك العادات ولو لم تكن من القسم الأول من العبادات عندهم ومما يأمرهم دينهم بذلك ولو كان هذا الدين منحرف كما هو معلوم فننظر إلى هذه العادة: إذا كانت عادة اختص الكفار بها فحينئذٍ يظل حكم النهي عن التشبه بهم وارداً، وفي الحالة الأخرى: إذا لم تكن هذه العادة خاصة بهم لا يكون المسلم متشبهاً بهم فيها ولكن المسألة في الشرع تأخذ طوراً آخر وهو يدخل في باب قصد المخالفة للمشركين، فهناك تشبه بالمشركين وهناك قصد لمخالفة المشركين، في قصد المخالفة ليس من الضروري أن نتصور بأن المسلم إذا فعل فعل الكفار وكان هذا الفعل ليس من عاداتهم الخاصة بهم فليس من الضروري أن نتصور بأنه في الوقت الذي هو لم يتشبه بهم فليس معنى ذلك أنه لا يشرع له أن يتقصد مخالفتهم في ذلك الفعل ولو لم يكن من عادتهم أو شعاراً