للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قتلى الفتن]

مداخلة: هنالك يا شيخ من يقول: من يقتل الآن على الساحة المصرية بين الحكومة والإخوة بعض الإخوة يقول: إنه شهيد، والحديث يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار» فأرجو الإيضاح بارك الله فيك.

الشيخ: أنا بجاوبك عن هذا السؤال باختصار: أن من يُقْتَل في هذه المجابهات التي تقع بين الدولة، وبين بعض أفراد الشعب المسلم، وأستدرك على نفسي فأقول: بين الدولة التي لا تحكم بما أنزل الله، وبين بعض أفراد الشعب الذي يُطَالب الدولة بأن تحكم بما أنزل الله، فما يقع من قتلى بين الطرفين فليس فيهم من يصح أن يقال فيه: إنه شهيد.

ذلك لأن الشهادة تنقسم في الشرع إلى قسمين اثنين: شهادة حقيقية، وشهادة حكمية.

أما الشهادة الحقيقية: فهو المسلم يخرج من بيته من بلده مجاهداً في سبيل الله لا يبتغي من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً، ولا نصر شيء إلا رفع كلمة الله أن تكون هي العليا.

فمن خرج من داره، أو من بلده لهذا القصد العظيم، ثم قتل في المعركة فهو شهيد.

وهو الشهيد حقيقة، وهو الذي لا يُصَلَّى عليه، ويُدْفَن في ثيابه دون أن يُكَفَّن خلافاً لما هو الواجب على سائر موتى المسلمين من وجوب الصلاة عليهم وجوباً كفائياً إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وتكفينهم ودفنهم في مقابر المسلمين.

أما الشهيد حقيقة وهو كما ذكرت آنفاً: هو الذي يموت في ساحة المعركة، فهذا لا يكفن ولا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>