في مصرعه في المكان الذي استشهد فيه، هذا هو الشهيد حقيقة، هناك شهادة أخرى يسميها الفقهاء بالشهادة حكماً وليس حقيقة، فهؤلاء أقسام كثيرون وكثيرون جداً، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:«من مات في بطنه فهو شهيد» فالمقصود بالبطن هنا: الإسهال الشديد أو البطن مع الانتفاخ بحيث يكون سبب موته هو هذا، فهو شهيد، لكن هذا شهيد حكماً وليس شهيداً حقيقة بمعنى: أنه يعامل ما يعامل به كل المسلمين لابد من غسله وتكفينه والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، وهكذا أنواع كثيرة حتى قال عليه السلام:«من مات غرقاً فهو شهيد، من مات تحت الهدم فهو شهيد، من مات بالسل» مرض السل «فهو شهيد، المرأة الجمعاء تموت وهي حبلى» بسبب هذا الحمل أو وهي تضع فتموت، فكل هذه الأنواع شهداء.
لكن هؤلاء شهادة حكمية، وليست شهادتهم شهادة حقيقية.
آخر ما أذكره من الأمثلة قوله عليه الصلاة والسلام:«من مات دون ماله فهو شهيد».
هؤلاء الذين أنت تسأل عنهم لا يصدق فيهم لا الشهادة الحقيقية، بل ولا الشهادة الحكمية، هؤلاء نحن ننصحهم، ونحن نعرف منهم أن الغيرة هي التي تضطرهم إلى أن يقاوموا المَخْرَز بعينهم، تفهمون هذا الكلام؟ يقاومون القوة الطاغية المادية بأسلحة لا تسمن ولا تغني من جوع.
هؤلاء نحن ننصحهم ألا يخالفوا هدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وسنته في إيجاد الأرض المسلمة وإقامة الدولة المسلمة على الأرض المسلمة، ماذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ هل أول ما دعا الناس إلى أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت، استعمل السلاح بالسهام والحراب والسيوف؟ الجواب: لا. لكنه كما تعلمون والأمر ما يحتاج إلى شيء من التفصيل: إنه بدأ بالدعوة في مكة، واستمر على ذلك نحو ثلاثة عشر سنة، ولقي من المشركين ما لقي من الأذى ومن الضرر هو وأصحابه حتى أُذِن لهم بالهجرة إلى الحبشة مرتين، وحتى هاجر هو عليه الصلاة والسلام إلى