للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المدينة، وهناك بدأ يقيم أو يضع الأساس للدولة المسلمة، وهكذا يجب على الطائفة المؤمنة، الطائفة المنصورة التي تحدث عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الأحاديث الصحيحة حينما قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله».

يجب على هذه الطائفة المنصورة من جهة أن يصبروا على أذى غيرهم لهم، وأن يصبروا على الطغيان الذي يصيبهم من الحكام، وممن يحكمون من هؤلاء الحكام من الجيش والشرطة ونحو ذلك، وألا يستعجلوا الشيء قبل أوانه، لا يستعجلوا النصر قبل اتخاذ أسبابه، فإنه قد قيل قديماً: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه.

والله عز وجل يقول في القرآن الكريم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠].

هذه الآية الكريمة كما ذكرنا من قبل معناها واضح لدى كل عربي، ولا فرق في ذلك بين عالم وطالب علم، أو غير طالب علم ما دام أنه يفهم اللغة العربية: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: ٦٠].

هذا المعنى واضح، لكن قد لا يكون واضحاً لدى كل عربي على هذا الإطلاق الذي شرحته آنفاً: ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي».

والرمي اليوم - كما تعلمون - يختلف عنه حينما نطق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذا الحديث، فالرمي هناك كان له نوعان فقط: الرمي بالحراب أولاً، ثم بالسهام نادراً؛ لأن السهام صنعت للطعان، والرمي والحراب للرمي، والسيف للضرب، لكن أحياناً وبخاصة حينما تكثر السهام وتقل الحراب فقد يستعمل السهم مكان

<<  <  ج: ص:  >  >>