مداخلة: يسأل السائل فيقول: قد نرى ما نرى من أحوال المسلمين اليوم، والطوائف الموجودة من سلفية وصوفية وتبليغ وغيرها، وتتجاذب ... هذه الطوائف، ولكنه يقول: أريد أن أكون كالنحلة تأخذ الحلو من كل هذه الجماعات دون انضمام، فما رأيكم في هذا، وما دوركم في توحيد صف المسلمين، وخاصةً أن أعداء الإسلام متحدين.
الشيخ: أما دورنا في توحيد المسلمين فهذا أمر واجب، لكن المشكلة التي تغفل عنها، بل يجهلها كثير من المسلمين وبخاصة منهم الشباب الغيور على الإسلام ولكنه حائر، يقول: كيف الطريق إلى توحيد [المسلمين]، فتوحيد المسلمين أمر يجب السعي إليه، لكن على أي أساس يكون هذا التوحيد، هل هو على أساس إبقاء كل شيء قديم على قدمه كما يقال، أم على أساس من قول الله تبارك وتعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[النساء: ٥٩] من دعا الناس أو دعا المسلمين إلى أن يتوحدوا وإلى أن تكون كلمتهم واحدة على منهج غير هذا المنهج القرآني فهو أولًا يخالف القرآن، وثانيًا فهو لن يصل إلى [شيء] ولو عاش حياة نوح عليه السلام؛ ذلك لأن الأمر كما قيل:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس