أنت تريد أن توحد المسلمين، وفي المسلمين اليوم من يكفر بكتابك؛ وذلك بأن يقول: أن هذا القرآن الكريم فيه نقص نحو ثلاثة أرباع أو أربعة أرباع، فهذا مسلم وربما يصلي ويصوم ويزكي، فكيف أتحد معه وهو يخالفك في جوهر العقيدة في كتاب ربك ويدعي أنه وقع فيه نقص، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدًا، لذلك كل من يريد أو من كان حريصًا على توحيد المسلمين فيجب أن يتذكر أن هذا التوحيد يجب أن يكون مناطًا ومربوطًا بقاعدة:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[النساء: ٥٩] هذا أولًا.
وثانيًا: هذه الحيرة التي أشار إليها السائل حيث تتجاذبه يقول، طوائف وأحزاب كثيرة، الجواب عن هذا: في حديث نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي صح عنه أنه قال:«ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه» هذا السؤال جوابه في حديث الفرق الذي قال فيه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة» في الرواية الأخرى: «هل التي على ما أنا عليه وأصحابي» فأنت أيها المحتار الذي تتجاذبه الطوائف والأحزاب اعرف طريق النجاة هو بأن تكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه الكرام، وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين حينئذٍ تطيح الحيرة منك وتمشي سويًا على صراط مستقيم.
اليوم نعيش على أفكار واختلافات قديمة وحدها تكفينا بلبلة وفرقة، فما بالنا وقد ازداد الاختلاف في العصر الحاضر بأمور كثيرة وكثيرة جدًا بعضها منهجية وبعضها فروعية، فما النجاة؟ الرجوع إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام، ولذلك نحن نؤكد هذا ونقطع بأنه لا سبيل لوحدة المسلمين إلا إذا وحدوا منهجهم، ومنهجهم والحمد لله قال الله قال رسول الله وانتهى الأمر، فمن أراد