إنني لأرجو مخلصًا أن يكون هذا الكتاب هاديًا للمسلمين جميعًا إلى التعرف على ما كان عليه نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - من الخلق الكريم، وما كان متحليًا به من الشمائل الكريمة، فيحملهم ذلك على الاهتداء بهديه، والتخلق بأخلاقه، والاقتباس من نوره، في زمن كاد كثير من المسلمين أن ينسوا قول الله تبارك وتعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا»، وفيهم بعض الخاصة من بعض الدعاة وغيرهم، الذين زهدوا عن الائتساء به - صلى الله عليه وآله وسلم - في كثير من هديه وأدبه، كتواضعه في لباسه، وهديه في طعامه وشرابه ونومه وصلاته وعبادته، بل وجد فيهم من يُزهِّد المتبعين لسنته في اتباعه - صلى الله عليه وآله وسلم - في بعض ذلك، كالأكل والشرب جالسًا، وتقصير الثياب إلى ما فوق الكعبين، ويعتبرون ذلك تشددًا ومنفرًا لغير المسلمين عن الإسلام.