السؤال الأول: هل يشترط إقامة الحجة في التبديع والتفسيق؟
-الشيخ: والله هذا الجواب يختلف باختلاف البلاد وباختلاف السكان من حيث وجود العلماء الذين يقومون بوجوب أو بواجب التوعية والدعوة، خلينا نضربها مثلا كما يقولون في البلاد السورية علاوية، يعني فارق كبير جدا بين من كان في بلاد الكفر وبين جماعة قد أسلموا حديثا، فهؤلاء بلا شك بداهة لا يجوز الانطلاق إلى تكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم مباشرة لأنهم يعيشون في جو حديث عهد بالإسلام وبالمعرفة بالأحكام الإسلامية، هذا في طرف، والطرف الثاني جو علمي خالص جو إسلامي خالص ما يحتاج الأمر إلى إقامة الحجة لأن المسألة قائمة بواقع طبيعة الجو الإسلامي والعلمي، هذان مثلان متباينان تماما، فبلا شك بينهما أمثلة متعددة جدا بعضها تقترب من المثال الأول وبعضها تقترب من المثال الثاني وهكذا ... لذلك المقصود من هذا التمثيل هو أنه لا يجوز إطلاق القول سلباً أو إيجاباً عن ذاك السؤال، فلا يقال يجب، ولا يقال لا يجب، وإنما ذلك يختلف باختلاف الناس الذين يراد تكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم.
والأصل أنه لا يجوز تكفير المسلم وبالتالي تفسيقه وبالتالي تبديعه إلا بعد