مداخلة: فضيلة الشيخ! لا يخفى عليكم داء الفرقة الذي أصاب هذه الأمة وجعلها لقمًة سائغًة لأعدائها، ونحن نرى أوروبا على ما بينها من دماء وعلى ما فيها من خلاف تتوحد وستعلن وحدتها كما ذكروا بعد عامين، ألا يمكن للمسلمين أن يتحدوا .. ألا يمكن لعلماء الأمة ودعاتها أن يوحدوا جهودهم، وأن يكونوا صفًا واحدًا ضد عدوهم وإن اختلفوا فيما بينهم في بعض الأمور الاجتهادية، ألا توجد هناك نقاط التقاء كثيرة بين علماء أهل السنة يمكن أن ينطلقوا للم شمل الأمة من جديد، وهل يوجد لديكم تصور لعمل ما يمكن بناءًا عليه أن تجتمع الأمة، وهل في الأمة حالات مشابهة وكيف تخلصت منها؟
الشيخ: مناط الأمر وجماع الأمر هنا هو أنه إذا كان الدعاة الإسلاميون حريصين حقًا على التلاقي فسبيل ذلك الرجوع إلى الكتاب والسنة، ولكن ماذا نقول؟ ! إلى اليوم يوجد في بعض الجماعات الإسلامية أو في الساحة الإسلامية من يقول: إن الدعوة إلى العمل بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح يفرق الأمة، ولذلك فنبغي أن نجعلها دعوة عامة، ومعنى هذا الكلام بالتعبير السوري: كل من على دينه الله يعينه! لكن نحن نقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
يحضرني الآن قصة وقعت لنا يوم كنا ندرس في الجامعة الإسلامية: دعينا إلى سهرة في مثل هذه الغرفة الوسيعة المباركة إن شاء الله، ولكن كان العدد محصورًا يعني: مع الجدران، ما في هذا الخير الكثير يومئذٍ، كنت لحكمة ظهرت