فيما بعد وهي من فضائل التمسك بالسنة، لما دخلت المجلس مررت أسلم على الحاضرين واحدًا بعد واحد، وانتهى بي المجلس إلى آخر المجلس، ثم دخل من بعدي رجل له زي علمي على الطريقة السورية والعراقية يعني: جبة وعمامة بيضاء وهو رئيس جماعة من الجماعات الإسلامية، لما دخل بدأ هو بدوره يصافح، لكن ما أحد قام له؛ لأن إخواننا كلهم على السنة، وأنا أراقب الداخل هذا في وجهه فأرى أسارير وجهه تتغير حتى جاء إلي وأنا آخر واحد، أنا هناك عند عتبة الباب، فقلت له بالتعبير السوري: يقولون عندنا يا شيخ يا أستاذ: عزيز بدون قيام، سلم علي وقلت: عزيز بدون قيام، هو ما كاد يسمع هذه الكلمة إلا انفجر غيضه الكتيم، وقال .. طبعًا جلس وهو خطيب يسقع مفوه .. بدأ يتكلم ويقول: يا أستاذ نحن الآن بحاجة إلى أن نحارب البعثيين والشيوعيين والزنادقة وهذه مسائل ثانوية ما ينبغي أن نبحث فيها وانطلق كالماء الدافق بقوة .. صبرت حتى انتهى، قلت: يا أستاذ! لكن أنت تقول أن هذه مسائل فيها خلاف ولا يجوز أن نبحث فيها من أجل أن نتكتل - وهنا الشاهد - لمحاربة العدو الذي لا نختلف في كونه عدوًا للمسلمين كالبعثيين وأمثالهم، لكن أي مسألة لم يختلف فيها المسلمون؟ ! حتى ندع الخلاف ونتحد لنحارب العدو الواحد وأنت تعلم ..
هو عنده نوع من السلفية، لكن السلفية اليوم الحقيقة كعقيدة تغزو كل الجماعات الإسلامية وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون، إلا أن من كان قد سبق عليه الانضمام الحزبي تبقى سلفيته لنفسه، ولا يكون داعيةً إليها، وهذا الشيخ المشار إليه كان من هذا النوع فهو سلفي، يعني: يعرف التوحيد وأقسام التوحيد ويؤمن بذلك ولكن لا يدعو.
فقلت له: يا أستاذ! أنت تعلم أن المسلمين اختلفوا في الركن الأول من