للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام وهو شهادة أن إله إلا الله، فهناك كما تعلم من لا يعرف الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة، وتوحيد الصفات والأسماء، بل هناك عندنا في دمشق - يومئذٍ قلت له هذا - من ألف رسالة بعنوان: لا إله إلا الله، ففسرها بالمعنى الذي كان يؤمن به المشركون، لا إله إلا الله، أي: لا رب إلا الله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: ٢٥] فقلت له: إذًا هذا الرجل يؤمن بلسانه لا إله إلا الله، لكن فسرها بمعنى توحيد الربوبية، فهل معنى كلامك أن نترك النقاش والبحث حتى في كلمة التوحيد؟ قال: إيه نعم، - هنا الشاهد - أي نعم يجب علينا أن نطوي البحث في كل شيء حتى في موضوع التوحيد حتى نتعاون جميعًا على مقاتلة أعداء الله، قلت: لكن يا شيخ الذين يشهدون بلسانهم بأن لا إله إلا الله هم أعداء كأولئك الأقوام بل ربما أشد؛ لأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فكيف تريد أو كيف تتصور أننا بإمكاننا أن نتعاون مع هؤلاء المخالفين لنا حتى في عقيدة التوحيد أن نحارب أولئك الأعداء الألداء كالذين سميتهم بالبعثيين أو الشيوعيين أو غيرهم.

لذلك: إذا كان في المسلمين وفي الدعاة الإسلاميين من يأبى علينا أن ندعو الدعوة التي دعا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أول ما دعا قومه إليها فلا يمكن أن يتحد المسلمون أبدًا ما داموا يعتقدون مثل هذه العقيدة التي هي عقيدة التفريق وليس عقيدة التجميع، ولذلك: فعلى المسلمين جميعًا أن يتعاونوا ما داموا على الخط، أما الذين أعرضوا وخرجوا عن الخط فلا نطمع بأن نلتقي معهم، من مد إلينا يده بالمشي على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح فنحن نمشي معه على طول الخط، ومن أبى علينا فلا يضرنا ذلك أبدًا.

(فتاوى جدة أهل الحديث والأثر- ٢/ ٠٠: ٣٣: ٤٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>