السائل: يقول ابتليت الأمة بالتحزب، مثلما ابتلي السلف بالفرق، والخلف بالتمذهب، فما موقف المسلم منها، ثم ما حكمها، وحقيقتها، وحقيقة التنظيم؟
وسؤال آخر من غيره: ما موقف المسلم من التحزب والتجمع الدعوي من ناحية الولاء والبراء والمحبة؟
الشيخ: لقد تكلمنا عن هذه القضية في جلسة سابقه، ولا أرى الوقت الآن مناسب، لنقوم فيه أيضاً بتفصيلها، وربما يكون تفصيلاً آخر، ولكننا نقول بأن الحزبية في الإسلام أقول الآن عبارة صريحة هي بدعة ضلالة فيما يتعلق بالبدعة تفصيل دقيق، البدعة الضلالة هي كل أمر حادث يقصد به التقرب والتعبد به إلى الله تبارك وتعالى، هذه البدعة إذا حدثت ولم تكن مخالفة للشرع من جهة أخرى، فيكفي في بدعيتها أن يكون المقصود بها زيادة التقرب إلى الله تبارك وتعالى، وتكون بدعة ضلالة، لأن التعبد إلى الله عز وجل قد (هنا قطع)، بنزول قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٣]، الآية وببيانه - صلى الله عليه وآله وسلم -، في مثل قوله كما في صحيح مسلم «ما بعث الله نبياً إلا كان حقاً عليه، أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم»، والحديث الآخر، «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الجنة ويبعدكم عن النار، إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يقربكم من النار ويبعدكم عن الجنة إلا ونهيتكم عنه»، فإذاً لا مجال إحداث لبعض الأمور لقصد زيادة التقرب إلى الله، فمن فعل ذلك، فقد شرع في الدين، مالم يشرعه الله، وهذا عليه نكير كما تعلمون: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا