لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ» [الشورى: ٢١]، لكن شر البدع المقصود من هذا الكلام أن يتقرب المسلم إلى الله بمعصية الله عز وجل مثلاً نضرب مثالاً: قائماً في كثير من البلاد الإسلامية قبل هذا الزمان بسنين طويلة، أنهم يصلون إلى قبور صالحيهم، وأوليائهم، وهذا أمر منهي عنه كما تعلمون ولا حاجة للتفصيل، ومع النهي فهم يتقربون إلى الله تماماً كما حكي ربنا عز وجل في القرآن الكريم عن المشركين «مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣]، فهم يشركون بالله من جهة ويتقربون بهذا الشرك إلى الله من جهة أخرى هذا شر أنواع البدع، أن يتقرب المسلم بما
حرم شرعاً.
من ذلك أيضاً من باب التبرك زعموا بالصالحين بناء المساجد على القبور، لعن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من فعل ذلك في أحاديث متواترة، مع ذلك فبعض المسلمين بجهلهم وسكوت العلماء في بعض البلاد عنهم يتقربون ببناء المساجد على القبور، وقد قال عليه الصلاة والسلام «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد»، فنقول بناء المساجد على القبور حرام، ليس بدعه لأن الرسول نهى عنه، لكن البدعة تأتي من التقرب بهذا المحرم إذ عرفتم هذه الجملة مما يتعلق بالبدعة الضلالة أن البدعه الضلالة تكون بإحداث شيء لا أصل له في الشرع، وشر منها إحداث شيء لا أصل له في الشرع بقصد التقرب إلى الله.
وشر من ذلك أن يتقرب المسلم إلى الله بما نهى الله عنه فيقلب المحرم عبادة، هذا شر البدع.
إذا عرفتم ذلك وتذكرتم معي أن الحزبية في الإسلام منهي عنها في القرآن فضلاً عن السنة، {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً،