مداخلة: يسأل السائل فيقول: هل يجوز إقامة المحاضرات عند رأس السنة الميلادية تتحدث عن المسيح عليه الصلاة والسلام ومكانته في الإسلام، وما إلى ذلك من أمور متعلقة بالمسيح، وذلك لدعوة غير المسلمين من النصارى وغيرهم لاعتناق الإسلام، وما حكم المداومة على ذلك؟
الشيخ: أولًا: ذكرنا في الأمس القريب حكم الأعياد في الإسلام غير الأعياد الثلاثة، عيد الفطر والأضحى وعيد يوم الجمعة.
ثانيًا: من كان حقيقةً حريصًا على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام فلا ينحصر الأمر باغتنام فرصة احتفال النصارى بعيدهم لنشاركهم بدعوى دعوتهم إلى الإسلام، فهناك مجالات كثيرة جدًا من الكتابة والخطاب ونحو ذلك لدعوتهم في أي وقت يتمكن الداعي منه، فليس هناك ما يُبَرِّر مشاركة النصارى بأعيادهم بدعوى تبليغهم دعوة الإسلام، وباختصار: ليس من الإسلام ما يقال اليوم: الغاية تُبَرِّر الوسيلة؛ لأن هذه القاعدة المزعومة ليست قاعدًة إسلامية إنما هي قاعدة [يهودية] محضة، ولقد ابتلي بعض المسلمين بالتأثر بها، فنجدهم يواقعون ويقارفون أحكامًا غير شرعية بدعوى أنها تؤدي إلى مصلحة، المصلحة لا يجوز اتخاذ الطريق إليها طريقًا غير شرعي، كما أيضًا تحدثنا في جلسة مضت عن الفرق بين المصلحة التي يشرع الأخذ بها وبين البدعة التي يسميها بعضهم بدعة