الكفار؟ ما وقفوا أمامه يجابهونهم ويواجهونهم لسببين اثنين: أولاً أنَّ التربية التي ينبغي أن تتحقق في المسلمين لمَّا تكن قد تحققت فيهم، وثانياً ربنا يقول:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠] إلى آخر الآية ... لم يكن المسلمين يومئذ مما يمكنهم أن يجابهوا العدو أولاً بإيمانهم القوي وثانياً باستعدادهم المادي.
فلذلك ننصح هؤلاء أن لا يتغلب عليهم الحماس والكره لهؤلاء الحكام وحُقَّ لهم ذلك لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله وإنما عليهم أن يتأنوا وأن يربوا أنفسهم ومن حولهم على الإسلام الصحيح وإلا فقد قيل قديماً:(من استعجل الشيء قبل أوانه أبتلي بحرمانه).
(الهدى والنور (٣٨١/ ٥٥: ٠٥: ٠٠)
[باب منه]
مداخلة: حديث حذيفة رضي الله عنه الذي فيه أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لحذيفة أنه يعتزل تلك الفرق عندما لا يكون للمسلمين إمام ولا جماعة، هل هذا الحديث يدل على تحريم الدخول في المجالس النيابية التي يدعي بعض الناس أنه يصل من خلالها إلى تطبيق شرع الله أم لا؟
الشيخ: الحديث يدل على هذا وعلى أكثر من ذلك، وهو أن لا ينضم إلى حزب من الأحزاب ولو كانت إسلامية، فضلاً أن ينضم إلى برلمان يحكم بغير ما أنزل الله.