مداخلة: والادعاء الذين يقولوا نحن من خلالها نسعى بهذا المحظور إلى إقامة مشروع.
الشيخ: نعم هذه الدعوى ليست إسلامية لأنها قائمة على القاعدة الغربية الكافرة وهي التي تقول: الغاية تبرر الوسيلة، فلا يجوز أن يرتكب المسلم ما حرم الله في سبيل الوصول إلى ما شرع الله، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لقد جرب كثير من هؤلاء الذين ينطلقون في حياتهم بناءاً على هذه القاعدة الكافرة والتي لو جوبهوا بها لأنكروها بألسنتهم ولكنهم يطبقونها بأفعالهم، لقد جرب هؤلاء الناس سنين طويلة ودخلوا البرلمانات في كثير من البلاد العربية ثم ما استفادوا من ذلك شيئاً إلا الرجوع القهقرى، وبعبارة أوضح يدخلون للإصلاح فيخرجون وقد فسدوا هم.
مداخلة: يقولوا مثلاً الضرورات تبيح المحظورات، فما قولكم؟
الشيخ: نعم وهذه أيضاً قاعدة شرعية صحيحة ولكنهم يسيئون تطبيقها، الضرورات تبيح المحظورات موضعها حينما تقع الضرورة ليس خشية أن تقع، بمعنى لا يجوز مثلاً لمسلم أن يأكل محرماً وهو لم يقع في المحظور وهو الهلاك والموت خشية أن يقع، وإنما إذا وقع في هذه الخشية حينذاك يجوز له أن يأكل ما كان أصله محرماً، الضرورات تبيح المحظورات ليست أن ترتكب شيئاً لعله تصل إلى شيء، لعل هناك ما جاء في بعض الآثار عن ابن عمر أنه قال: اجعل لعل عند ذاك الكوكب.
هذا من جهة ومن جهة أخرى وهذا هو الأساس عندنا خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكل المسلمين سواء كانوا يعني ينتمون إلى حزب أو إلى مذهب أو إلى السلف الصالح كلهم يتفقون على كلمة سواء وهي ما كان يخطب بها عليه