بعضهم يحتجوا بقول عمر بن الخطاب: نعمت البدعة هذه، وبعضهم يحتجوا بقول ابن مسعود: ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وكل هذا من سوء الفهم؛ لأن صلاة التراويح سنة وليست بدعة، والجواب عن عمر أنه أراد اللغة بدعة لغوية، لأنه كانت متروكة ما بين خلافة أبو بكر ويوم أحيا عمر هذه السنة، كذلك ابن مسعود رضي الله عنه لما قال: ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، المسلمون إما أن يكون أل هنا وهذه من اللغة العربية، إما أن يكون المسلمون للاستغراق والشمول، وإما أن يكون أل للعهد والاختصاص أي: علماء المسلمين، وليس ما رآه المسلمون أي جهلتهم أي في آخر الزمان، لا، إنما المقصود به خاصة المسلمين، نقول: على الرأس والعين، ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن.
ومن الدليل على ذلك تمام الحديث، أي: أوله، لأن ابن مسعود قال هذا الحديث بمناسبة وفاة الرسول عليه السلام واختيار أصحابه الكرام من بعده خليفة عليهم أبا بكر الصديق، فقال: إن المسلمين اجتمعوا على اختيار أبي بكر الصديق خليفة عليهم، إن الله أرسل نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - رسولاً وجعل له وزراء وأنصاراً، فما رآه المسلمون أي: هؤلاء الوزراء والأنصار، يعني: المهاجرون والأنصار، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، أين ما رآه المسلمون المهاجرون والأنصار والسلف أول السلف، وما يراه بعض الخلف، بعض الخلف حتى لو فرضناهم أنهم على شيء من العلم، ولكن شتان كما قيل: فأين الثريا من الثرى، وأين معاوية من علي رضي الله عنهما، لكن أين هما بالنسبة في العلم، فعلي أعلم بكثير من معاوية، لكن جمعهم الإسلام، جمعهم الصحبة، جمعهم العلم، لكن ذاك أوسع باعاً من معاوية بكثير وكثير جداً، ولذلك فإذا قال بعض المسلمين للبدعة حسنة فهؤلاء لا يعتد بقولهم لأنهم يخالفون أولاً آية في القرآن الكريم،