لذلك جاء في كتب الفقه في كتاب القضاء: ولا يجوز أن يولى الجاهل، قال الشارح: أي المقلد، مهما كان عالمًا بمذهبه فهو مقلدٌ وليس بالعالم الذي يجوز له أن يفتي.
ومن ثمرة الخلاف بين الحقيقي والعالم الذي أحسن تسميته بعض هؤلاء المقلدين حينما سماه بـ: العالم المجازي، أي المقلد، الفرق بين هذا وذاك: أن العالم حقيقةً يفتي اعتمادًا على الدليل، إما أن يقول: قال الله، أو قال رسول الله، أو الإجماع على هذا، أو يقول: ليس هناك نصٌ وإنما أجتهد رأيي، وهذا اجتهادي، فمن كان عنده خيرٌ منه فليأتنا به.
أما العالم المجازي أي: المقلد، فهو الذي يقول بناءً على مذهبه، ولَمَّا كان عامة الناس لا يفرقون بين العلم الحقيقي وبين العلم المجازي، فعلى هذا العالم المجازي أن يقول: مذهبي كذا، ولا يقول: الجواب كذا، لأنه لا يدري ولا يعلم.