نبوة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والأدلة الغيبية التي أوحاها الله به، وهو قوله عليه السلام:«إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا» هؤلاء الذين يقول عنهم ذلك الأديب الأريب: عامل عالم! «اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» لذلك اليوم تسمعون فتاوى عجيبة ما كنتم تسمعونها من قبل، وهذا أيضًا مما أخبرنا الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث، أنه سيأتي ناس يحدثونكم بأحاديث لم تعرفوها ولا تسمعوها أنتم ولا آباؤكم، فمثلًا:
من منكم لم يسمع فتاوى ممن يُظَنّ فيهم العلم في إباحة نوع من أنواع الربا .. من منكم لم يسمع بإباحة ما يسمونه بغير اسمه: اليانصيب الخيري؟ ! اليانصيب الخيري! لو كان هؤلاء الناس يعلمون ما يقولون وينصحون الأمة لحذفوا .. لرفعوا كلمة اليانصيب الخيري ووضعوا مقامها وبديلها كلمة: القمار الخيري، وحينئذٍ يفتضحون، الميسر الخيري المحرم ... اليانصيب هو الميسر .. هو القمار، فضللوا الناس بكلمة الخير، اليانصيب الخيري لصالح الفقراء والمساكين في مصارف ماذا؟ القضية عامة ليست مختصة للفقراء والمساكين، بل أصبح الناس يتعاملون بالربا علنًا على رؤوس الأشهاد بسبب فتاوى: أنه إذا كانت النسبة قليلة فلا ضير من ذلك، «يتخذون رؤوسًا جهالًا إذا سئلوا أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لفهم كتاب ربنا على ضوء سنة نبينا ومنهج سلفنا الصالح، وأن يلهمنا العمل بذلك حتى نستحق نصر الله وينقذنا من هذا الضيق الذي ألم بالمسلمين في كل بلاد الإسلام إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.