سكان فلسطين أن يفعلوا كما فعل المهاجرون الأولون، وكما فعل الذين هاجروا أول وجبة من الفلسطينيين لما اليهود دخلوا البلاد وبدؤوا (يفظعون) فيها فهاجروا إلى بلاد عربية، فبقاء هؤلاء المسلمين تحت هؤلاء الكافرين هذا خلاف الشرع الحكيم.
ثانياً: هذا ليس جهاداً، لأن الجهاد نحن نقول دائماً وقلنا أيضاً في هذه الأمسية قبل هذا الجمع: الجهاد يحتاج إلى استعداد من ناحيتين، ناحية إيمانية وناحية مادية، وكل من الناحيتين غير متحقق في فلسطين، ومن كان في شك من هذا فليصرح حتى نتحاور معه في ذلك، وإذ لا استعداد لا من الناحية الإيمانية ولا من الناحية المادية فحينئذٍ ما على المسلمين هناك إلا أحد شيئين: إما أن يرضخوا لهذا الحكم الكافر الظالم، وهذا لا يجوز، وإما أن يهاجروا، وهذا هو الواجب:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}[النساء: ٩٧]، والآن أنا أعجب مما حكيت أن هناك نساء غير ملتزمات ويأتون أو يأتين ببطولات يمجدها بعض رجالات الإسلاميين تقول، كيف هذا التمجيد؟ أنا أظن هذا التمجيد يسلم على ذاك التمجيد تبع العراق وصدام .. وإلخ، آية واحدة يا إخواننا المسلمين لو فكر المسلمون جميعاً فيها لعرفوا أنهم لا حياة لهم إلا بتحقيقها، وأن كل هذه المظاهر التي تمجد وتسمى بالبطولات ما هي في الواقع إلا كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء، أو كما يقول المثل العامي: رغوة صابون، أو سحابة صيف عما قريب تنقشع، لا مطر ولا غيث تحتها.
ما هي هذه الآية؟
{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد: ٧] فالمسلمون اليوم ينصرون الله بعامة، ينصرون الله من يقول إنهم ينصرون الله يلزمه أحد الشيئين: إما أن يكون كاذباً