التصفية والتربية، تصفية الإسلام مما دخل فيه في كل نواحي الإسلام، ولستم بحاجة لشيء من التفصيل ثم اقتران التربية مع هذا العلم الصحيح، فأين العلماء الذين ينبغي أن يكون عددهم بالألوف المؤلفة في هذا المجتمع الإسلامي العظيم؟ ينبغي أن يكون فيهم علماء من ألوف مؤلفة, ومضى عليهم سنين كثيرة وهم يربون الجيل الذي يعيشون بينهم على هذا العلم الصحيح لا وجود لهذا ولا لهذا، فمن الذي سيقيم الدولة المسلمة؟ لذلك فأول أساس لإقامة الدولة المسلمة هو ما يؤخذ من قوله تعالى:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد: ٧].
لا شك نصر الله هو العمل بأحكامه لكن نصر الله اليوم المترتب على العمل بأحكامه ليس كنصر الله في أول يوم حين بُعث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وعلمه الإسلام مباشرة.
أما نحن فنحن بحاجة إلى دراسات طويلة وسنين عديدة وعديدة جداً حتى يتسنى لنا أن نوجد الألوف المؤلفة من العلماء الفقهاء حقيقة بكتاب الله وبسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى منهج السلف الصالح.
انظروا الآن صعوبة الحصول على العلم الصحيح وسهولة الحصول على العلم يومئذٍ نحن الآن بحاجة عديد من الوسائط والوسائل، نحن الآن نقول بحاجة أن نعرف شيئاً غير الكتاب والسنة، وهو الذي ندندن دائماً حوله، وهو معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح، كيف نستطيع أن نعرف ما كان عليه سلفنا الصالح؟ لا يمكننا إلا أولاً بالكتاب ثانياً بالسنة ثالثاً بالآثار السلفية.
فنحن الآن لا نجد علماء بالعشرات يتقنون علم السنة، فأين هؤلاء العلماء بالمئات والألوف يحسنون معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح من الآثار التي خلفوها لنا قولاً أو فعلاً وتطبيقاً منهم في الكتاب والسنة.