الآن فيه صعوبات كثيرة في طريق الدعاة اليوم حقاً لم تكن هذه الصعوبات موجودة في القرون الأولى في قرب العهد من نزول الوحي على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - , فإذاً نحن اليوم بحاجة إلى مساعي ضخمة وواسعة جداً، هذه المعاني لا يفكر فيها الدعاة الإسلاميون إسلاماً عاماً، لا يعرفون أن هذا الإسلام اليوم يتطلب من المسلمين الخاصة دارسة علوم كثيرة وكثيرة جداً، منها تتبع الآثار السلفية حتى يصونوا بها أنفسهم عن أن يكونوا فرقة من الفرق الضالة، كالمعتزلة والخوارج والمرجئة ونحو ذلك؛ لأن هؤلاء ركبوا رؤوسهم وفسروا الآيات والأحاديث بعقولهم، ولم يحاولوا أن يستعينوا بما كان عليه السلف الصالح، مع ذلك هذه فرق كانت قريبة العهد بالنسبة إلينا، بينهم وبين الرسول عليه السلام مائتان سنة ثلاثمائة سنة الآن بيننا وبينه عليه السلام أربعة عشر قرنا.
فإذاً تصفية العلم يحتاج إلى زمن طويل وعريض، ثم التربية على هذا العلم أيضاً يحتاج إلى جهود جبارة وجبارة جداً، فأين هؤلاء العلماء بهذه الكثرة التي لا تتحقق الفكرة الصحيحة إلا بالعلم الصحيح، ولا يكون هذا إلا كما شرحنا الكتاب والسنة والآثار السلفية.
ثم أن يقترن مع هذا التعليم الصحيح التربية الصحيحة, بدون هذا وهذا لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة المسلمة التي يشترك فيها كل الدعاة الإسلاميين لفظاً ويختلفون فيها منهجاً وتطبيقاً, وأسهل شيء أن يقول القائل منهم نريد أن نقيم دولة إسلامية ولو كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئاً.
هناك نكتة سورية تقول: لقي رجل من الأعاجم يهودياً في طريقه فقال له وهو متسلح بالخنجر: قال أنت؟ أسلم وإلا قتلتك قال: دخلك ماذا أقول؟ قال له: والله لا أدري.