منهم ملتحون، لكن لحيتهم ليست على السنة، وإنما على المذهب العامي الذي يُعَبِّر عنه بعض العامة عندنا في الشام: خير الذقون إشارة تكون.
البعض من الإسلاميين الذين ينتمون للبرلمان قد يكونون ملتحين، ولكن على هذا المذهب العامي: خير الذقون إشارة تكون.
الذي أريد أن أقوله: قد يكون بعضهم قد وفر لحيته في حياته ما قبل البرلمان؛ فإذا ما دخل البرلمان يشذب منها، ويأخذ منها، حتى في زعمه يعني يتناسب وجوده مع الكثرة الكاثرة في هذا المجلس؛ فبذلك يكون قد تحقق فيه ما أشرت إليه آنفاً من قوله عليه السلام:«مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل السراج يحرق نفسه ويضيء غيره»، فهم انتموا إلى البرلمان؛ ليخففوا بعض المشاكل التي تحيط المسلمين، ولكن كما قيل قديماً: وهل يستقيم الظل والعود اعوج؟ !
إذا كان الدستور لا يساعد البرلمان على تقويم ما اعوج من الأحكام، فسيظل الأمر كذلك، لذلك نقول لا ننصح مسلماً أن يرشح نفسه؛ لأن العاقبة من حيث شخصه سيكون أنه يخسر شيء مما كان كاسباً له في حياته العادية، ومن حيث الآخرين الذين رشحوه فسوف لا يفيدهم شيئاً في ما يتعلق بدينهم، قد يفيدونهم فيما يتعلق بدنياهم، وحينئذ لا فرق بين أن يكون هذا المرشح إسلامياً أو غير إسلامي؛ لأنهم كلهم يرشحون من يظنون بأنه أو بأنهم سيكونون قضاة لحوائجهم ومصالحهم.
أما القسم الثاني: وهم الذين ينتخبون هؤلاء، فنقول هؤلاء: عليهم أن يطبقوا قاعدة شرعية وهي أن المسلم إذا وقع بين شرين وجب عليه أن يختار أقلهما شراً، فنحن أو أنا كشخص من الأمة يرى ذلك الرأي الذي خلاصته أن لا يرشح المسلم نفسه؛ لأنه سيخسر منها شيئاً كثيراً أو قليلاً، ولكن نحن يجب أن نعالج