كونه من الخوارج، في اللغة العربية يقال فلان إذا حُكِّم في مسألة من المسائل فحكم حكماً شرعياً بأنه عدل، أو حكم حكماً غير شرعي يقال بأنه ظَلَمَ .. لكن في كل من الحالتين لا يُقال في الأول حاكم عادل، ولا يقال في الثاني حاكم ظالم لمجرد أن الأول عدل في قضية واحدة، والآخر أساء وظلم في قضية واحدة وإنما يُنظر فيما يغلب على هذا الإنسان، نحن نعرف من تاريخ الأول أن الحجاج بن يوسف الثقفي مَضْرَب مثل للظلم والجور وقتل النفوس البريئة وحسبه أنه قتل سعيد بن جبير من كبار علماء التابعين ورواة الحديث، ترى هذا الحجاج الظالم ما عدل يوماً ما في قضية ما؟ لا بد أنه عدل كثيراً وكثيراً، لكن ما هو الذي غلب عليه؟ غلب عليه الظلم وبه عُرف.
فهؤلاء الجماعة الذين خرجوا وأثاروا فتنة الحرم المكي وهم بلا شك في ذلك كانوا مخطئين أشد الخطأ ما خرجوا في شيء آخر ولا تبنوا عقيدة الخوارج بما يتعلق بتكفير المذنب المرتكب الكبيرة، ما تبنوا عقيدة الخوارج التي تقول بأن الله لا يُرى في يوم القيامة أو في الآخرة، بينما أهل السنة يقولون يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال .. فتسميتهم خوارج فيه مبالغة بالطعن في هؤلاء وحسبهم أنهم بغوا واعتدوا في هذا الخروج وكانوا سبباً لسفك دماء بريئة من كل من المسلمين الذين كانوا في ذاك الحرم مهاجمين أو مدافعين أو مسالمين، هذا رأيي بالنسبة لهذا السؤال لعلي أحطت بإجابة عن السؤال وإلا بقي شيء هناك؟