للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التصدق وتأليف اللجان في الإحسان للفقراء والمساكين وهذا بلا شك من الخير الذي لا ينكر، ولكنهم تركوا السبيل الذي كانوا عليه؛ لأن الناس طاقتهم محدودة، الناس كما قلت طاقتهم محدودة، فمن انصرف إلى طلب العلم، وخاصة أن طريق طلب العلم في هذا الزمان الذي بعدنا فيه عن

العصور الأولى المشهود لها بالخيرية بقوله عليه الصلاة والسلام: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وبهذه المناسبة لا بد لي من وقفه أو جمله معترضة قصيرة، وهي أن الشائع اليوم على السنة المحاضرين والمرشدين والواعظين، رواية الحديث بالفظ: «خير القرون قرني»، هذا اللفظ لا نعرف له أصلاً في كتب السنة، مع أن هذا الحديث دخل في زمرة الأحاديث المتواترة لكثرتها، وإنما اللفظ الصحيح الذي جاء في الصحيحين إنما هو بلفظ: «خير الناس قرني»، ليس خير القرون قرني إنما هو: «خير الناس قرني، ثم الذي يلونهم .. » إلى آخر الحديث.

الشاهد أن جماعة من السلفيين، كانوا هكذا يطلبون العلم وطلب العلم اليوم ليس سبيله سهلاً، كما كان في القرون الأولى؛ لأنهم كانوا يتلقون العلم مباشرة، أما نحن اليوم فإذا أردنا أن نستنبط حكماً من كتاب الله، فلا بد لنا أن نعرف هل لهذه الآية علاقة ببعض الأحاديث التي تفصل ما يتعلق بالآية من أن تكون آية عامة، فيمكن أن يكون لها مخصص أو مطلق فيكون لها مقيد ونحو ذلك، لابد لها من دراسة الأحاديث المتعلقة بالآية، فإذا وجدنا شيئاً من ذلك، لا بد أن نمشي خطوة أخرى وهي أن نتثبت من صحة هذه الأحاديث، ثم أخيراً: إذا تثبتنا من صحتها أن نرى موقف العلماء منها هل اتفقوا على دلالتها أم اختلفوا، وهكذا فنحتاج إلى ساعات بل ربما إلى أيام كثيرة لكي نعرف الصواب مما اختلف فيه الناس، فطلب العلم اليوم ليس سهل كما يظن بعضهم، لذلك فطلاب

<<  <  ج: ص:  >  >>