للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدوهم عليهم، ألا وهي: القوة المادية فقط؛ ولذلك فقد توجهوا بكل هممهم ولو بعد لَأْي وبعد زمن طويل إلى الأخذ بهذه الأسباب المادية، ولكنهم لم يصلوا ولن يصلوا إلى الهدف المنشود وهو التغلب على عدوهم والانتصار عليهم إلا إذا ضموا إلى هذه الأسباب المادية أخذهم بالأسباب الشرعية وربما جاز لنا أن نسميها بالأسباب الروحية، كما يقال في بعض اصطلاحات العصر الحاضر.

ذلك هو ما ضمنه رَبُّنا عز وجل في الآية السابقة وشرحه نبينا صلوات الله وسلامه عليه في غير ما حديث صحيح من ذلك الحديث السابق، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سَلَّطَ الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم».

ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت».

وهناك أحاديث أخرى قد تنص على جزء من جزئيات هذين الحديثين الصحيحين كالحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في «صحيحه»: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى آلة حرث فقال عليه الصلاة والسلام: «ما دخل هذا بيت أحد إلا ذله» وهذا مأخوذ من الحديث السابق: «إذا أخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع» إلى أخره والحديث الثالث هذا الأخير كناية عن التكالب على السعي وراء الكسب

<<  <  ج: ص:  >  >>