الله، فتوسلوا بها إلى الله، لعل الله بيزيح الصخرة عن وجه الغار - فقام أحدهم وقال: اللهم إن كنت تعلم أنني كان لي أبوان شيخان كبيران، وامرأتي وكان لي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت حلبت فبدأت بأبويَّ قبل بَنِيّ، فنأى بي ذات يوم شجر فرجعت، وقد أمسيت فحلبت كما كنت
أحلب، وجئت بالحلاب إليهما، فوجدتهما قد ناما ـ متأخر - قال: فكرهت أن أوقظهما من نومهما، وكرهت أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون من الجوع عند قَدَميّ - شو بيقول هذا الرجل؟ يقول أنه كان عنده غنمات وله أبوين وزوجة وأولاد، كل يوم الصبح بكير بيأخذ الغنمات وبيسرح يتطلب إيش؟ الكلأ، النبات، من شان يرعى الغنم، الظاهر: قطع مسافة كبيرة ما وجد قريب، ولما رجع ما وصل إلى البيت إلا وقد أمسى المساء، وهو كعادته الطيبة إللي تدل على بره بأبويه، يأخذ هالوعاء إللي بيحلب فيه حليب، بيمليه حليب وبيبدأ بأبويه قبل عائلته، فحلب، أول ما جاء من البرية لما رجع المساء، وراح دخل عليهم وإذا بهم نايمين، شو بيسوِّي هذا الرجل؟ عنده عادة: بيبدأ بأبويه بالسقي قبل زوجه وأولاده، الآن وقع في مشكلة، أبوه وأمه نايمين، وولاده الصغار صايحين من الجوع، كل النهار ما جاء لعندهم، قال: فوقفت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن اسقي الصبية قبلهما، والصبية بيتضاغون من الجوع عند قَدَميّ من الجوع، يعني: بيصيحوا - قال: فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ... ».