بيوتهم وجدرانهم، فهذه آية مما جاء في القرآن، لكن أكثر المسلمين - وخاصة الذين أنعم الله عليهم بشيء من المال - يحرصون على المحافظة عليه ويَخْشَوْنَ ضياعه أو أن يُسرق منهم، بخاصة
هؤلاء نسوا هذه الآية:{ومن يَتَّقِ الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب} هذه الآية تعطي أمرين هامين جداًّ لمن يتقي الله:
الأمر الأول: إذا وقع في ضيق جعل له مخرجاً، وإذا ضاق عليه الرزق، رزقه من حيث لا يحتسب، لأنه اليوم إذا وقعنا في ضيق ربما أحدنا يكفر بالله عز وجل ولا يلجأ إلى الله ولايتضرع إليه ولا يتوسل إليه بما يحبه ويرضاه، كما وقع لبعض من قبلنا ممن حدثنا بحديثهم نبينا صلوات الله وسلامه عليه، قصة وقعت لبعض الأقوام الذين كانوا قبل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام، فحكى القصة نبينا لنا لنتخذ ذلك عبرة ولا ننسى، مثل: الآية السابقة: {ومن يَتَّقِ الله يجعل له مخرجا} هؤلاء قال فيهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «بينما ثلاثة نفر ممن قبلكم يمشون إذا أخذهم المطر فلجؤوا إلى غار في جبل - ما يجرهم المطر والسيل في الصحاري - فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل، فانطبقت عليهم - كانوا في مشكله يخشونها فإذا بهم يواقعونها، خايفين من المطر يشتد ويصير سيل ويروحوا مع السيل، ولجؤوا إلى الجبل يتحصنون به، وإذا من أعلى الجبل تلك الصخرة الضخمة لا تزحزحها الآلات الحديثة اليوم، وكأن الله وضعها في وجه الغار الذي هم فيه، هم ثلاثة أشخاص - فقال أحدهم: يا هؤلاء، انظروا أعمال عملتموها صالحة لله، لعل الله يفرجها عنكم - شافوا جبل انحط أمام وجهه في الغار، من الذي بيزيح الجبل؟ هو الذي أنزله، رب العالمين سبحانه وتعالى، لكن هذا رجل عاقل ورجل مؤمن تقي، يقول لأصحابه: شوفوا أعمالاً عملتموها يوماً ما صالحة وقصدتم بها وجه