الشيخ: طيب فهل هذا ينقض القاعدة: «إنَّا لا نولِّي من طلب الولاية» لا ينقض القاعدة دائماً من القواعد العلمية الصحيحة أنه إذا كان هناك قاعدة عامة ثم وجدنا جزئية ما تخالف القاعدة لا يجوز أن نضرب القاعدة بهذه الجزئية وإنما نستثنيها ونقول القاعدة سليمة لكن هذه الجزئية لها دلالة [ ... ] ولها ما يسوغها أو يبررها فالآن عثمان ابن أيش قلنا.
السائل: ابن أبي العاص.
الشيخ: عثمان بن أبي العاص الثقفي جاء هو وقومه ليبايعوا الرسول عليه السلام على الإسلام وكان هو سبق قومه إلى الإسلام فلما رجع مع قومه فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يتمكن من معرفة من يليق بأن يكون إماماً على قومه قوم عثمان بن أبي العاص فهنا شبه كبير جداً بين الآية التي ذكرها الأخ آنفاً حين قال يوسف لعزيز مصر:{اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} فهذا ليس تزكية لنفسه أولاً وثانياً لأن عزيز مصر يجهل تماماً قدرة يوسف عليه السلام كما يجهل نبوته ففي هذه الحالة ممكن أن يستثنى من القاعدة لأن القاعدة تعني أن من يطلب الولاية إنما يعني ليستفيد من ورائها وقد يستفيد منها ليس مالاً وإنما جاهاً ومنزلة وسمعة عند الناس، فهذه الإمارة تفسده كما تفسد الضعيف في إرادته فعثمان بن أبي العاص لما جاء مع قومه إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ورجعوا فمن يقود هذه الجماعة ومن يقوم عليها وهو يعرف نفسه ويعرف قومه ولا يمكن عادة أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يعرف من هو الأولى بإمارة هذه القبيلة خاصة فقال عثمان رضي الله عنه:(اجعلني إماماً) فقال له كما سمعتم.
الشاهد أن هذه الجزئية لا يجوز اتخاذها مبدأً وقاعدة وبخاصة مثل ما لا حظ الأخ وكلكم معه في ذلك أن هذا الزمن زمن حب الظهور واستغلال المناصب و