للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: يأخذ.

الشيخ: طيب، أي المالين خير؟ المال الدنيوي أم الأخروي؟

مداخلة: الأخروي.

الشيخ: فإذا كنت أنا مستطيع أن آخذ من هذا المال الأخروي، أتظنني أبخل به على نفسي، وهذا موضع العجب ... انتم ادعوا لي أن ربنا عز وجل يعني، طرق الخير كثيرة حقيقة، أضرب لكم مثلاً: كنت أنا في الشام كما تعلم أجمع بين التدريس للناس في الأسبوع درس أو درسين أو أكثر، وبين البحث والتحقيق والتأليف، بعض الأساتذة السلفيين الأذكياء العقلاء، ينصحونني لا تدرس، اترك التدريس، واترك الناس كلها، وانكب فقط على التأليف؛ لأنك مهما عشت فلا بد أن تموت، ... فتخلف وراءك كتاباً أو كتباً كثيرة، ينتفع الناس بعد موتك قرون طويلة، أما هؤلاء الناس خمسة أو عشرة .. عشرين .. ثلاثين .. أربعين، بتموت الله أعلم بهم، مهما عاشوا ونسلوا فيمكن يضمحل الخير الذي تركته فيهم، فألف. وجهة نظر.

لكن أنا كنت أرى الجمع بين أمرين يكون أفضل، لكن لما بقى في الكرم إلا الحطب، وجدت نفسي أن ذاك الرأي الذي قدم إليَّ في عز شبابي، هذا أوانه، فلذلك تعرف أنت كم مرة رحنا إلى المغرب، ورحنا إلى بريطانيا، ولا يزالون يحضوننا أن نذهب، أعتذر .. أعتذر .. بالمغرب ولا السودان، ولا هنا، ولا هنا، لكن ما يقبل الناس العذر؛ لأنه مثلما قلنا:

اللي ما ذاق المغراية ... ما يعرف شو الحكاية

أنا الآن مهما عشت لا بد أن يدركني الأجل المحتوم، فأريد أن أتدارك هذه المشاريع التي هي بين يدي، فأنا أوثر ذلك على كل شيء، على السفر، على كذا،

<<  <  ج: ص:  >  >>