رسول الله صلى الله عليه، وآله وسلم يقيم حلقات علمية لتعليم أصحابه العلم ولكي يعملوا به، لقد حرص النبي صلى الله عليه، وآله وسلم بتعليم النساء أيضاً فجعل لهن يوماً يتخولهن فيه بالموعظة والعلم، وقد جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه، وآله وسلم كان يعلم أصحابه في حلقة فدخل ثلاثة رجال: أما أحدهم فتقدم وجلس في المكان الذي وجد فيه فسحة، أما الثاني فاستحى فجلس مؤخراً، أما الثالث فولى، فقال عليه الصلاة والسلام مشجعاً على الجلوس لطلب العلم سواء على طريقة الإقبال أو التأخر في الصفوف الأخيرة قال: أما الأول فأقبل فأقبل الله عليه، وأما الثاني فاستحى فاستحى الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه، هذه الحلقات هي التي جرى عليها علماء المسلمين طيلة هذه القرون الطويلة ليتعلم المسلمون علمهم ويكونوا بذلك على هدى من ربهم، الآن لا تكاد تجد حلقة من هذه الحلقات العلمية تقام في بيت من بيوت الله هذه البيوت التي جاء الحض من رسول الله صلى الله عليه، وآله وسلم في أحاديث كثيرة ليجلس فيها المسلمون وليتحلقوا فيها يتدارسون كتاب الله ..
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، أصبحت هذه البيوت خاوية على عروشها، تحولت إلى ماذا? إلى جمعيات إلى تكتلات، إلى أحزاب لا يذكر الله فيها إلا قليلاً، لا يدرس فيها العلم الصحيح إطلاقاً، أقول لا يذكر الله فيها إلا قليلاً، أما العلم فلا يدرس فيها العلم إطلاقاً؛ لأن العلم إنما هو كما قال ابن القيم الجوزية رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذراً من التمثيل والتشبيه
بلغني في الأمس القريب أن خطيباً من هؤلاء المتكتلين المتحزبين على غير