الشيخ: أظن أن الجواب السابق بارك الله فيك يصلح جواباً لهذا السؤال اللاحق، ولا يجوز التحزب من هؤلاء؛ لأن هذا التحزب سيجعل المسلمين هناك فرقتين، فرقة متحزبة لهذه الانتخابات وفرقة أخرى معاكسة لها، وقد تقوم أحزاب أخرى، ونحن نشكو الأحزاب الإسلامية في البلاد الإسلامية فماذا نقول عن التحزب في بلاد الكفر؟ نحن ننصح هؤلاء الذين ابتلوا بالاستيطان في بلاد الكفر كما ننصح أفراداً منهم حينما يتصلون بنا ليسألوننا عن بعض الأحكام التي تعترضهم في حياتهم هناك ننصحهم دائماً وأبداً أن لا يستقروا في بلاد الكفر، وأن يفروا إلى الله عز وجل بأن يعودوا أدراجهم إلى بلاد الإسلام؛ لأن الإسلام ينهى المسلم أن يهاجر من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفار والمشركين، وهناك أحاديث كثيرة وكثيرة جداً منها قوله عليه الصلاة والسلام:«من جامع المشرك فهو مثله» من جامع أي: من خالط المشرك فهو مثله، ومن ذلك قوله عليه السلام:«المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما» وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين».
لذلك نجد بعض المتدينين من هؤلاء المسافرين أو المستوطنين في بلاد الكفر حينما نلتقي بهم هناك في زيارة عابرة كما أنت الآن واقعك هناك نجد منهم تأثراً بالأجواء والبيئات التي يعيشونها وهي بيئة كفر وفسق وفجور وضلال، يتأثرون من حيث لا يشعرون أو يشعرون ثم إذا هم شعروا حاولوا تبرير ما هم فيه وقعوا بشتى المبررات أو المسوغات من المسوغات التي تلتقي مع هوى النفس ومع الجهل بالإسلام، كما سمعت آنفاً من تسويغ الانتخابات لمن أقل شراً زعموا من باب تطبيق قاعدة: الأخذ بأخف الضررين، هذه القاعدة إنما تطبق فيما يكون يغلب على الظن أن الأخذ بأخف الضررين يطيح بالشر الأكبر، أما ذهب جورج وجاء أنطنيوس فمن أين نحن نحكم أن أنطنيوس خير من جورج أو من بوش أو ما شابه ذلك؟ ! إن يظنون إلا ظناً وما هم بمستيقنين.